المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٤

شهــيد ... وصحــفي ..

صورة
رغم ذلك لن أعتـزل الصحـافة ..  حـين تقرر العمل كصحفي .. تأكد من أن صداقتك مع الموت ستكون وطيدة وستراه في حياتك ألف ألف مرة .. كيف لي أن أنتزع ذاك الحس الإنساني في خاطري .. كيف لي أن أكون آلـة فقط تكتب الخبر الصحفي وتبعث به إلى الوكالة أو الموقع أو حتى رئيس تحريري..  كيف لي أن أنتزع ألمـي حين أقول استشهد فلان وهو في ريعان شبابه دون أن أتألم .. ويا رباه حين يكون اللقاء مع أمـه ، وحين أحتاج إلى جمله خبرية لأنقلها إلى العالم، فأكاد أجزم هنا أن هذا موت في وسط الحياة ..  أنا أيضاً كصحفية أدخل  غرفة الشهيد ، أودع ملابسـه ومقتنايته ، وأغراضة الشخـصية .. ورائـحة مكانة . ستقول لي أمهِ غاب عنا ولن يعود .. مكانه ها هنا ، هنا كان يجلس ليتناول الطعام .. كان يحب هذا البرنامج .. كان يخرج مسرعاً .. ويعود متعباً .. ذكريات الشهداء جمـيلة .. وذكريات من يرحلون تبقى عالقة كصورة في وسط الجدار.. يحمل الصحفي ذكرياته، في كل يوم يعمل به ينقلها إلى وسادة نومـة، وقد يكرر مشهد اليوم في منامـه ِ .. قد يعود إلى عائلتهِ محملاً بشقاء يومـه، ويعود بذاكـرة مثقلـة .. ربما مهموماً مكلوماً حزينـاً .

محمد عساف ما زال يبكــيني .. ولا أبالغ في ذلك ..

صورة
       لقد إعتاد هذا الشاب الفلسطـيني أن يُقالَ له يا لجمال صوتك لقد أطربتنا، أوجعتنا، أفرحتنا ,,  ربما وحدي أنا من سأقول له  أبكيتنا أو أبكيتني  وسأقول أكثر من ذلك بكـثير .   دائما تراودني نفسي أن أقلب في المواقع الإلكترونية واليوتيوب على حياة محمد عساف ذاك الفتى الذي يجسد بشخصيته وأنفاسهِ وصوته العذب كل ما هو فلسطـينيي ، وربما فلسطـينيته وحياته وكثير من معاناتهِ،  وحلمــه الذي لم يغفى يوما عليه هو ما يجعلني أفكر بكينونتهِ الفلسطـينينة التي لم تعرف لليأس طريق .  لا أخفي على كل القارئين بأنني لا أنظر لمحمد عساف كفنان يغني للقضية أو يصدح بصوته على منابر عالمية مسموعة فقط ، إنني أرى عساف مثالاًَ يحتذى به في الأمل والتفاؤل والأخلاق والإخلاص والتواضع أيضاً  ..  أراه قدوة لكثير من الشبان والشابات الذين لديهم حلم الوصول يوما لما يريدون وإن تفاوتت درجات الحلم فيما بينهم، أسمعهُ بالسـر يقول " إن الله على كل شيء قدير " . فأرى في عينيه ذلك الإيمان الذي لا يخفى على أحد ، أراه متمسكاً بأصالة جذوره ، أراه محاطاً بملايين المحبين وذاك يزيدني قوة وإيماناً بأن ا