الجامعة الأميركية في بيروت تزرع بذور التربية الاعلامية و الرقمية في العالم العربي للسنة الثانية على التوالي .


الجامعة الأميركية في بيروت تزرع بذور التربية الاعلامية و الرقمية في العالم العربي
 للسنة الثانية على التوالي

نجحت الجامعة الامريكية في بيروت من خلال "اكاديمية التربية الاعلامية و الرقمية" الذي نظمه قسم الدراسات الاعلامية في الجامعة، باثبات ان بيروت ما زالت تملك خصوصيتها المميزة في جذب الاشقاء من مختلف الاقطار العربية. فقد استطاعت بيروت برغم ما تعانيه المنطقة العربية من ازمات وصراعات سياسية وامنية وعسكرية، ان تكون محطة بارزة للحوار والتلاقي لمجموعة منالاكاديميين من 23 جامعة عربية في مجال الاعلام من لبنان وسوريا والعراق والاردن وفلسطين ومصر واليمن وعمان والامارات العربة المتحدة. فقد اتاحت فرصة ثمينة لمناقشة رسائل الكراهية والانقسام والدمار المنتشرة في اعلامنا  العربي وفتحت حلقة لنقاش التصورات والمقترحات التي قد تساعد في معالجة المشكلات ورسم خارطة طريق جديدة مبنية على الامل والوحدة.


 في دورتها الثانية هذا العام والذي تم اختتامها يوم\ السبت الموافق 23/8/2014 ، ضمت اكاديمية التربية الاعلامية والرقمية في بيروت خمسين أستاذاً وطالباً من مختلف جامعات الدول العربية. تهدف اكاديمية التربية الاعلامية والرقمية في بيروت (MDLAB) الى تعزيز وتطوير تعليم التربية الاعلامية والرقمية في المنطقة العربية عن طريق توعية المواطن العربي وتحصينه ضد المغالطات والآراء المنحازة والكاذبة التي قد تبثّ في وسائل الإعلام العربية والعالمية .ركزت الاكاديمية هذا العام،على دراسة مواضيع  تتعلق بالتغطية الاعلامية لانهاكات حقوق الانسان،  أنماط ملكية وسائل الإعلام العربية، تصوير وسائل الاعلام للمجتمعات المهمشة، وسائل الإعلام والدين، خطاب الكراهية الطائفية وحرية التعبير، الاعلام والجنس وصورة الجسم وغيرها من المواضيع المهمة. وتضمنت الأكاديمية دروس تطبيقية وورشات عمل يومية في مجالات التدوين، والبودكاست، وتحرير الصوت و الصورة، وتحليل ومقارنة الشبكات الاجتماعية من خلال استخدام برامج مختلفة، مثل وورد برس، إينستاجرام، بكسلر، ساوند كلاود، وتويتر.


ضمت الاكاديمية خبراء دوليين في مجال التربية الاعلامية و الرقمية. أمثال الدكتور سات جالي، استاذ مادة الإعلام بجامعة مساتشوستس والمؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة التربية الإعلامية، في الولايات المتحدة الآمريكية،  والذي  قام  بمناقشة الدعاية والتغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. أكد دكتور جالي على ان لغة الخطابةالمستخدمة من قبل المتحدثين الإسرائيليين هيلغة مدروسة جدا بطريقة تضمن فعاليتها على العقل الامريكي. كما و قال الدكتور جالي أن "التغطية الإعلامية الأمريكية للصراع في الشرق الأوسط مبني على العلاقات العامة بين الولايات المتحدة الامريكية و اسرائيل"واضاف" اذا كنت تستطيع السيطرة على ما يقال في الاعلام، أو بعبارة اخرى "اللغة الاعلامية "، عندها يمكنك السيطرة على ما يظن الناس".

وقد قامت الدكتورة سوزان مولر، مديرة المركز الدولي للإعلام في جامعة ميريلاند وأستاذة الشؤون الإعلامية والعالمية في كلية “فيليب ميريل” للصحافة، في الولايات المتحدة الأمريكية  باعطاء محاضرة عن قوة الصور و عناوين الاخبار في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان. ركزت الدكتورة مولر على تغطية خبر سقوط الطائرة الماليزية فوق اوكرانيا و اجتياح اسرائيل لغزة و ناقشت الصور المستخدمة و العناوين التي استخدمتها الجرائد العربية و الغربية في تغطية الحدث. 



كماوقدم الدكتور بولميهايليديس،أستا ذمساعد في الدراسات الإعلامية في قسم التسويق والاتصال اتفيكلية إيمرسون،في الولايات المتحدة الأمريكية. محاضرة عبرسكايب حول التربية الاعلامية والرقمية،النشاطالمدني،والمواطنةالعالمية. بالاضافة الى ميهايليديس قدمت الدكتورة كارولا ريشتر، وهي أستاذة مساعدة من جامعة برلين الحرة، محاضرة حول "صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الألمانية  مشيرة الى ان " التلفزيون الالماني الرسمي يرسل رسائل عن العرب والإسلام وغالبا ما ترتبط هذه الرسائل بالارهاب والتطرف.  بشكل عام عندما يتم الحديث عن مواضيع مرتبطة بالإسلام يكون الطابع المهيمن على الخبر له علاقة بالارهاب او اضطهاد النساء (الاغتصاب / القتل بدافع الشرف)، والتعصب الديني".

 شملت الاكاديمية ايضا بعض الباحثين العرب أمثال السيد مصطفي حايد، مدير مؤسسة دولتي، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل على التحقق من الاخبار المنتشرة في وسائل الاعلام المختلفة. أشار السيد حايد الى أهمية التحقق من جميع الاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام قائلا "نحن بحاجة إلى أن نذكر انفسنا أننا دائما بحاجة الى التحقق من المعلومات و عدم الاستناد إلى أي أيديولوجية نمتلكها".مضيفا انه "يجب أن يكون المتلقي مشكك بالخبر او بالمعلومات التي يقرأها حتى لو كان هناك رغبة شخصية في أن يكون هذا الخبر حقيقي". كما وقد شاركت الدكتورة إرادة زيدان،أستاذة  ورئيسه تحرير مجلة بحوث الصادرة من كلية الإعلام في جامعة بغداد في الاكاديمية وقدمت محاضرة حول صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام، مشيرة الى ان الاعلام العربي غالبا ما يصور المرأة على ان دورها في المجتمع يقتصرعلى شكلها وواجبها التضحية وأن تكون زوجة وام لاطفال. و أكدت الدكتورة زيدان ان المجتمع العربي بحاجة الى توعية دائمة مشيرة الى الدور المركزي الذي تلعبه أكاديمية التربية الاعلامية و الرقمية قائلة :"فيخضم الاغراق المعلوماتي و"الفائض الاتصالي" تكون الحاجة الى اليات للتحليل ومنظورات للتفكير النقدي كبيرة جدا .أعتقد أن بامكان الأكاديمية أن تمضي بهذا اطريق لنشر مثل هذه الثقافة ليس فقط في الوسط الاعلامي بل وبين الموظفين الذين يستعملون التقنيات الرقمية للاتصال و التواصل".

كما وقد ساهم الدكتور حاتم هبري، أستاذ مساعد في برنامج الدراسات الإعلامية في الجامعة الأمريكية في بيروت وباحثً في تاريخ الإعلام التكنولوجي وعلاقته بالمناطق الحضارية بالشرق الاوسط،بنقاش حول جذور الطائفية في بلاد الشام و علاقتها بالعنصرية وقال ان " معظم الحركات السياسية الطائفية كانت السباقة في دراسة الاعلام و التربية الاعلامية و اثرها على الجمهور". و قدم الدكتور نبيل الدجاني ، أستاذ في قسم الاعلام في الجامعة الامريكية في بيروت محاضرة انتقد فيها المبالغة المفرطة  في نسب أسباب قيام الانتفاضات او الثورات العربية الى مواقع التواصل الاجتماعي.

بالاضافة الى الدكتور دجاني شاركت الدكتورة عبير نجار، أستاذة مساعدة في الجامعة الأمريكية في الشارقة في نقاش حول العوامل التي تؤثر في بناء الاخبار و البرامج الاخبارية وقامت بتوجيه رسالة الى الاعلاميين و الاكاديميين المشاركين بأن عليهم كصحفيين ان "يطرحوا اسئلة موضوعية حى لو كان لديهم آراء مختلفة  وذلك للحفاظ على المهنية" و اضافت "كصحفيين علينا أن لا نتأثر بأي جانب، وعلينا ان نعمل جاهدين للحصول على الحقيقة".

كما وقد شارك كتاب المونيتور و بعض المساهمين فيه امثال مشرق عباس (العراق) و علي هاشم (لبنان)، بالاضافة الى ولاء حسين و مهند صبري (مصر) بحلقة نقاش أدارتها ماريتا قسيس، مديرة تحرير المونياتر في مقرها بيروت عن كيفية تقديم تقارير اخبارية من الميدان. و قال الدكتور صالح مشارقة، استاذ الإعلام في جامعة بيرزيت (فلسطين) و منسق وحدة الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلامفي الجامعة معلقا على المحاضراتو المواضيع التي تم التطرق لها :" محاضرات معمقة و جدل جديد عن علاقات قوة وادوات قوة في الاعلام متروكة للمهيمنين، يتصرفوا بها كيفما ارادوا بينما الجمهور آخر من يأخذون رأيه. كأنه تابع و أهبل و مستسلم وعلى الصحافيين دفعه للتحرك للمطالبة باعلام جديد ديموقراطي وحر من السلطات السياسية و التجارية و الثقافية". و اضاف أحمد اليازوري وهو احد الطلاب المشاركيين في الاكاديمية و يعمل صحفي وكاتب حر من فلسطين متخصص في القضايا الإجتماعية والثقافية في فلسطين والعالم العربي. و قد كان قد حصل على شهادته من الجامعة البريطانية في مصر" أنا سعيد جدا بمستوى النقاش و المواضيع التي تتطرق لها الاكاديمية و التي هي قادرة على بناء جيل جديد من الاعلاميين القادرين على  مواجهة الآثار السلبية للإعلام الرقمي والتقليدي".

استمرت الاكاديمية لمدة اسبوعين من 10 الى 23 أغسطس. برعاية مؤسسات المجتمع المفتوح، وموقع «المونيتور» الالكتروني، والهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAADوقد ادارها فريق من الاكاديميين في الجامعة الامريكية في بيروت. يترأسه الدكتور جاد ملكي و الدكتورة مي فرح، وبادارة لبنى معاليقي، بالاضافة الى اساتذة الجامعة الامريكية السيد توني اوري و الدكتور حاتم الهبري.

"إن الحماس والرغبة في معرفة المزيدعن وسائل لإعلام و التربية الرقمية بين المشاركين هذا العام خلقت لدينا شعورا من التفاؤل حول مستقبل التربية الاعلامية و الرقمية في المنطقةا لعربية،لاسيما في ضوءالوضع المزري التي تمر به المنطقة "،واضافت معاليقي، "أنافخور أنناتمكنا من جمع طلاب و معلمين من تسع دول عربية هذا العام."

يشار إلى أن "أكاديمية التربية الاعلامية و الرقمية " هي مبادرة من برنامج الدراسات الإعلامية في الجامعة الأميركية في بيروت. و تم اطلاق هذا المشروع قبل عام في شهر آب (2013) بالترافق مع اطلاق برنامج بكالوريوس جديد في الاعلام والاتصال في الجامعة. ويقدم برنامج الدراسات الاعلامية حالياً شهادات بكالوريوس وماجيستر ودبلوم في الدراسات الاعلامية .





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا فلسطينية ولن أنجب أطفالًا...

عاد نضال بكفني والدية وصورٍ ترافق الذاكرة .

بعد تأديتهم العمرة عاد نضال بكفني والدية وصورٍ ترافق الذاكرة